الجمعة، 18 نوفمبر 2016

وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه -حديث أبي واقد الليثي في ثلاثة نفر دخلوا المسجد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

روى أبو واقد الليثي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذهب واحد فوقفا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأما أحدهما فوجد فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه

يستفاد منه استحباب التحلق في مجالس الذكر والعلم أن تكون على هيئة الحلقة، وهي أعظم ما يمكن تحمله من الأعداد من الأشكال المختلفة زد على ذلك ما يرى بعضهم بعضاً يرى بعضهم وجوه بعض، ويقبل بعضهم على وجوه بعض، فإذا امتلأت الحلقة جلسوا خلف بعضهم البعض كما دل عليه الحديث، إذن سد الخلل فيها من آدابها، وإذا انتهت يجلس بعضهم خلف بعض ولا يتفرقون، ويتباعدون، وإنما هو الدنو والحضور، والذي يتخلف عن هذه الحلق لحطام الدنيا الفاني، أو الأمور التافهة، أو الكسل، أو النوم، والتراخي، فإنما يحصل حسرة وندامة، فإنما فيها من الأجر إذا فات أين يعوض، والله قال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ سورة الكهف28، لا تكن ممن قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأنه: (وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)
جزء من محاضرة لشيخ محمد المنجد
بالصوت والقلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق